(8)علاقة قلقلة
ما الأنباء التي وصلت الملك زهير بن جذيمة؟
وصلت أنباء الغزوة إلى الملك زهير وهو في طريقه إلى (طيء) , فقد سمع بما عمله الطائيون في بيوت عبس من دمار وخراب , وسبي النساء وقتل الرجال , وأن الحلة لم يعد فيها إلا حطام البيوت .
ما أثر هذه الأنباء على الملك زهير؟
وقعت الأنباء عليه وقع الصاعقة , فقد خرج يريد تحقيق النصر على (طيء) ولكنهم خدعوه وتمكنوا من الوصول لقبيلته من طريق آخر, وألحقوا بها عار الهزيمة التي لا تنسى أبدا
وقد أسرع هو وجنوده عائدون لعلهم يعترضوا الطريق, لعله يجد الجيش فينتقم منه , أو يلحق بمن هلك من قومه حتى لا تلتصق بهم المعرة أبد الدهر.
ما الذي أثار عجب الملك زهير؟ وما الذي زاد من عجبه؟
أثار عجب الملك (زهير) أنه لم يجد في طريق العودة أي أثر لجيش (طيء) , فظن أنهم خدعوه هذه المرة أيضا, وزاد من هذا العجب أنه وجد الحلة في فرح وعيد صاخب , وأهله يستقبلونه بالتهاني والبشرى, وزال العجب عندما اعترف شداد بعنترة ابنا له وبفضله في تحقيق النصر على الأعداء, وحفظ كرامة عبس وهيبتها أمام القبائل.
كيف اعترف شداد بعنترة؟ وما أثر ذلك على الجميع؟
اعترف شداد بعنترة عندما قال للملك زهير "لإن كانت لنا بقية فإن الفضل يرجع لعنترة بن شداد.." وهو اعتراف صريح من شداد بنسب عنترة إليه.
وكان لهذا الاعتراف كبير الأثر على الحاضرون, فقد صاح شباب القبيلة بالهتاف وأسرعوا يهنئون عنترة باعتراف شداد به , ولم يجد السادة إلا أن يمدوا أيديهم للبطل الحر الذي حفظ لهم هيبتهم, ويعترفون له بفضله الذي سيبقى أبد الدهر.
مظاهر تكريم القبيلة لعنترة.
مضت الأيام والقبيلة في عيد متصل وعنترة فيها واسطة العقد, فلم يترك العبسيون وسيلة إلا وعبروا بها لعنترة عن شكرهم وإعجابهم به, فقد كان شعره على كل لسان , وكان أحب شيء إليه هو أن يسمع اسمه الجديد من أفواه الناس.
موقف مالك وابنه عمارة من حديث عنترة لعبلة.
لم يستطع مالك ولا ابنه عمرو أن يعترضا على مجالسة عنترة لعبه وحديثه معها , كما أن عمارة لم يستطع أن يمنع خطيبته من لقاء ابن عمها ومسايرته .
وكان للناس رأي في ذلك , فقد تهامسوا على أنه آن الأوان لكي يترك عمارة عبلة لمن أحبها وهتف في شعره باسمها, وكانت حجتهم في ذلك أنه لولا عنترة وشجاعته لأصبحت عبلة أمة في أيدي الطائيين, ووقتها لن يستطع مالك ولا ابنه المغرور ولا حتى عمارة أن يردها من بين أيديهم .
عن أي شيء كان يحدث عنترة عبلة ؟
كان عنترة كثيرا ما يخرج مع ابنة عمه, ويصف لها بعض مغازيه ويصف لها أخيه شيبوب بخبثه ونوادره, وأحيانا يحدثها عن همومه وآلامه, وما كان يراه في الصحراء في الليالي المظلمة عندما هجر قومه من أجلها, ثم ينشدها شعره ويحدثها بنجوى قلبه.
ما الذي أغضب عبلة؟
غضبت عبلة كثيرا من أحاديث الناس وقالت لعنترة أي حديث الناس تقصد فهم يتحدثون وهم يأكلون ويتحدثون وهم يشربون ويتحدثون وهم نائمون, وهم أكثر حديثا إذا شربوا الخمر.
ما الكلمة التي كان ينتظرها عنترة من عبلة ؟
لقد كان ينتظر منها كلمة تبين له عما في قلبها , وتبين أنها تبادله مشاعره وأحاسيسه, ولكن عبلة تحاول أن تتهرب منه فتقول أنها لا تفهم ماذا يقصد بهذه الكلمة, وانه لو قالها لها فسوف ترددها له على الفور حتى تريحه.
وكان لهذا الحديث أثره الشديد على نفس عنترة , فيعترف لها أنه بين يديها أضعف من فرخ اليمام , وأخف من ريشة في الهواء.
شيطان عنترة لم يصل إلى قلب عبلة . وضح.
هذا الشيطان لم يستطع يوما أن يصل إلى ما في قلب عبلة فهو لا يعرف إلا قلب عنترة يفضح ما فيه من حب وشوق وألم وحزن, كما أنه لم يستطع أن يعرف هل حقا عبلة تبادله نفس الشعور بالحب, أم أنها مثلما قال شيبوب لا تريد منه سوى شعره وحديثه
مشاعر متناقضة.
تختلف مشاعر عنترة في حياته بوجود عبلة أو فراقها :
فإذا كانت معه يشعر أنه يحيا في عوالم سحرية من السعادة والحب, فينسى الدنيا وكل ما على الأرض إلا هي, وتتحول الأرض أمامه إلى جنات تحيط بها أزهار الحب والسعادة من كل مكان, والطير يغرد حولها وينشر فيها البهجة والسرور.
أما إذا غابت عبلة فإنه يشعر بالحيرة بين أمله في رؤياها مرة أخرى والقلق من فراقها , كما أنه يشعر بالحسرة والألم فتتحول الأرض من حوله إلى صحراء جرداء لا حياة فيها
ما رد عبلة على عنترة عندما باح لها بمشاعره المتناقضة؟
قالت هذا هو شعرك دائما يا عنترة , وطلبت منه أن يعيده عليها ويطيل الحديث لأنه عذب جميل, يقع على مسامعها كما يقع الندى على أوراق الشجر.
وأثر ذلك على عنترة , أنه أحس بأن عبلة لا تبادله مشاعره بل إنها لم يصل إلى قلبها إلا حديثه , فما هو عندها إلا شعر وحديث حسن.
بماذا كان يقنع عنترة وبماذا كان يطمع ؟
لقد كان يقنع عنترة بأقل ما يقنع به العبد من سيده, فقد خدمها بإخلاص ولم يشعر منها يوما بكبرٍ, وقد حارب قومه وهجرهم حتى يكون حرا بينهم , ولكنه لا يرضى إلا أن يكون عبدا لها وحدها.
وكان يطمع في أن يجد من قلبها ولو نبضة واحدة تستجب لخفقان قلبه باسمها وحبها , كان يطمع في أن يكون شيئا عندها.
ما الذي أضحك عبلة؟ وما أثر ذلك على عنترة؟
ضحكت عبلة من حديث عنترة ضحكة مرحة أثارت في نفسه رعدة شديدة, وقالت ليتني أستطيع أن أقول شعرا مثلما تقول لأرضيك, ولكني لا أجد ما أقوله سوى أنك ابن عمي.
ولكن عنترة لم يرضى بهذه الكلمة لأنه يراها كلمة جوفاء لا تحمل معنى يطفئ ما في قلبه من لهيب الحب, ولكن عبلة استمرت في ضحكها وهي تقول غريب أنت يا عنترة , إني لا أعرف من الكلمات ما أقوله ليرضيك.
عبلة لا تعرف الكلمة التي ترضي عنترة. بم فسر ذلك عنترة؟
فسر عنترة ذلك لأن قلبها لا ينطوي عليها, ولا يشعر بها , ثم تعجب من نفسه كيف يلح في طلب شيء محال, وطلب منه أن تصارحه بأنها لا تريد منه سوى الشعر والحديث العذب, وأنها تشفق على حاله, فهو يعرف سواد وجهه المخيف, ويعرف بأنه لا يزيد في نظرها عن مجرد عبد يخدمها, ولا يمكن مقارنته بذلك الشاب الجميل عمارة بن زياد.
ما حقيقة العلاقة الخفية بين عبلة وعمارة ؟
كشف عنترة ما عرفه من علاقتها بعمارة, واتهمها بأنها كانت راضية بعمارة زوجا لها , بدليل أنه عندما أولم له أبوها كانت تخدمه بنفسها وتحث العبيد على إكرامه , واتهمها بأنها تخفي كل ذلك عنه .
لماذا ثار عنترة على عبلة؟ وبم هددها؟
ثار عنترة على عبلة بسبب خدمتها لعمارة , وهددها بالهلاك لعمارة ولها
ما أثر تهديد عنترة على عبلة ؟ وبم دافعت عن نفسها؟
دمعت عيناها وقالت انك تعاقبني بما ليس لي فيه ذنب , فأنا مجرد فتاة في بيت أبيها لا يحق لها الاختيار بين الأزواج ويجب عليها طاعة أبيها حتى وإن لم تحب من يزوجها له , ثم تركته وانصرفت .
كيف حاول عنترة أن يسترضي عبلة؟
أسرع عنترة يحاول أن يلحق بها ويطلب منها العفو , فقد أخطأ عندما دعا عليها بالهلاك, و كان ذلك بسبب شقائه وحبه الشديد لها , فهو لا يتصور أنها لغيره.
لا قيمة لرضائها أو رفضها.
عبرت عبلة عندما ألح عنترة في سؤالها عن رضاها , فما هي إلا فتاة في بيت أبيها.
كيف عرّضت عبلة بأم عنترة ؟
عندما ثار عنترة على عبلة وقال أنها إذا خضعت لرغبة أبيها فسوف تذهب إلى بيت عمارة كما تذهب الأمة إلى بيت سيدها , فقالت في كبرياء كف يا عنترة إنما الأمة غيري , وكانت تقصد بذلك زبيبة أم عنترة.
ما الذي قرره عنترة بعد هذا الحديث؟
ثار عنترة على عبلة وقال لها اعلمي أنك لي أنا ولست لغيري , لأنه أحبها وسعى من أجل الحصول على حريته من أجل الزواج بها, ثم هددها بأن عمارة لن يستطيع أن يقترب منها وأنه إذا تزوجها فسيرسل إلها رأس عمارة هدية عرسها وسيظل العرب يتحدثون بهديته أبد الدهر .
ندم ونفور. (هل كان عنترة صادقا في تهديده لعبلة؟ )
ندم عنترة على ما قاله لعبلة , وعلى تهديده لها , فوقف في طريقها وحاول أن يطلب منها السماح والعفو, ولكن الكلمات من شدة الغضب لم تخرج , فتركته عبلة ومضت نافرة باكية إلى خبائها.
معجم المفردات
سرحها : ماشيتها من الإبل والغنم – يحرز : يحقق – فينتصف منه : فيستوفي حقه ويأخذه. معرة : عار وذل المضاد : شرف – تنم : تكشف وتدل – يضمرون : يخبئون والمضاد ( يظهرون) – أبد الآباد: علي مر الدهور والأزمان – الندى: مجلس القوم ومجتمعهم والمراد النادي- مغازيه : غزواته وحروبه – المزاهر : جمع مزهر وهو أحد آلات الطرب ( العود) – تكابرني : تغالبني عليه وتعاندني – أف : اسم فعل بمعني أتضجر – سورة الخمر : شدتها وحدتها- ذريني : اتركيني – يسبر غور قلبك : يكشف أسراره وما في داخله – أعرج : أترقى – يساوني : يصارعني – بلقعا : جرداء لا ماء فيها ولا نبات – لجة : معظم البحر وتردد أمواجه والجمع لحج ولجاج – أيسر : أسهل وأقل – جثوت : جلست علي ركبتى خضوعاً – علالتي : أملي وأنيسي – لجاجتي : إلحاحي – مستعصيا : صعبا ومستحيلا – الغدران : جمع غدر وهو ما اجتمع من الماء والنهر الصغير – المتقدتين : المشتعلتين – أرتج علي القول : استغلق ولم أقدر عليه – القارص : المؤلم وجمع قوارص – تبرم : ضيف – لاح : ظهر – واجمة : حزينة – الأمة : المرأة المملوكة خلاف الحرة والجمع إماء – حنق: غيظ – برح : زال ، وبرح الخفاء : وضح الأمر – انجلى : انكشف وظهر – يزجي : يدفع ويسوق ويزجي فراغك : يشغله
thank you
ردحذف