أهلاً .. وسهلاً .. نحن سعداء بتشريفك لموقعنا ... فأهلاً بك عطْراً فوَّاحاً ينثرُ شذاه في كلِّ الأَرجاء ...أهلاً بك قلماً راقياً وفكراً واعياً نشتاقُ اليه ... اهلاً بكم نجوماً في سماءنا نحن
الجمعة، 30 مايو 2014

المراجعه النهائيه للادب الصف الثالث الثانوي - الثانويه العامه مدرسه الاحياء والبعث

مدرسة الإحياء والبعث

المقصود بالإحياء والبعث:
يقصد بالإحياء والبعث, عودة الروح للجسد وردّ الحياة إليه بعد أن فارقته, فيعود إلى الدنيا جديدا نشيطا .
سبب التسمية :
كان الشعر العربي قبل عصر النهضة كالجسد الهامد فنهض به أتباع هذه المدرسة ( الإحياء والبعث ) وأعادوا له القوة والحياة, فانتقلوا به من الضعف والجمود إلى التجديد والقوة والحس والحركة .
س : ما أشهر الأسماء التي أطلقت على تلك المدرسة ؟
 أشهر الأسماء التي أطلقت على تلك المدرسة : المدرسة الاتباعية ثم مدرسة الإحياء و البعث ثم مدرسة المحافظين ثم مدرسة الشعر العمودي و في النهاية سميت الكلاسيكية الجديدة على يد أحمد شوقي .
س : هل توافق علي تسمية مدرسة الإحياء والبعث بهذا الاسم ؟
أوافق على هذه التسمية لأنهم - بالفعل - قاموا بإحياء الشعر العربي وبعثه بعد مرحلة من الضعف الشديد والجمود قبل بداية النهضة .
عوامل نشأة مدرسة الإحياء والبعث :
هناك كثير من الأسباب التي أدت إلى نشأت هذه المدرسة, أهمها ....
1-     الضعف الشديد الذي أصاب الشعر العربي طوال العصر العثماني, حتى أصبح جامدا
2-     انفصال الشعراء عن مجتمعاتهم وأحداث العصر.
3-     نمو الوعي القومي والتطلع إلى مسايرة ومجاراة التطور في العلوم والصناعات.
4-     إحياء التراث العربي القديم الذي يُعتبر المنهل ( المصدر )الحقيقي للغة العربية .
رب السيف والقلم ( البارودي )
محمود سامي البارودي ( 1838-1904) هو الرائد والمؤسس الأول لمدرسة الإحياء والبعث, فلقد قاد حركة البعث الجديدة التي استطاعت أن تربط الحاضر بالماضي العريق
دور البارودي في مدرسة الإحياء والبعث :           
لقد ارتفع صوت البارودي وحده (بين الشعراء في منتصف القرن التاسع عشر) قويا في عباراته وألفاظه , متينا في أساليبه , صافيا في خياله , شريفا في معانيه , مما دفع معاصريه للاستماع إليه والاستمتاع بشعره , الذي خرج على المألوف طوال ثلاثة قرون هي عصر الجمود والضعف بالنسبة للأدب العربي.
عوامل ريادة البارودي لمدرسة الإحياء والبعث          (عوامل نبوغه في الشعر)
1-     إحساسه بعظمة مصر والتراث العربي في مواجهة العناصر الوافدة .
2-     محاكاته للشعر الجيد الذي يرى بأنه الشعر الذي أنتج قبل عصر الجمود والتخلف
3-     دراسته للتراث القديم ومحاكاته والسير على نهجه .
4-     فطرته السليمة ونقاء ذهنه وحفظه الكثير من أشعار القدماء.

مظاهر التجديد في شعر البارودي        أثر البارودي على الشعر العربي.
لقد كان لأسلوب البارودي أكبر الأثر على الشعر العربي في عصر النهضة , فكان صنيعه (أثره) في الشعر العربي كصنيع من أعاد الحياة لمن سلبت منه , فارتقى بالشعر ونهض به من قاع منحدر إلى قمة عالية , ويتضح ذلك من خلال.......
سمات الشعر وخصائصه عند البارودي :
أولا الأسلوب :
1-     ارتقى بالكلمة والعبارة من الضعف والابتذال إلى القوة والرصانة .
2-     ابتعد عن الصنعة اللفظية والمحسنات البديعية المتكلفة .
3-     ابتعد عن الغموض والتعقيد إلى البساطة والوضوح .
ثانيا الموسيقى :
حافظ البارودي على وحدة الوزن والقافية واهتم بالموسيقى ذات الرنين القوي الأخاذ .
ثالثا : الموضوع :
1-     اتجه البارودي بموضوعاته إلى التجديد والتنوع وابتعد عن التكرار والسطحية
2-     عبر عن أحداث العصر والحياة العامة والقضايا القومية .
3-     عبر عن ذاته وشخصيته وحياته الخاصة .
4-     انتقل من الخصوصية إلى العمومية, فلم يقتصر على الأشياء الخاصة بل تعداها
إلى الأمور العامة التي تقدم للإنسان ما يفيده في حياته من خلال التجارب والخبرات والتي عاشها البارودي نفسه . ويتضح ذلك من خلال ...
أ‌-   شكوى الزمان والمنافقين من حوله ووصف الطبيعة والحروب والمعارك وأهوالها.
ب‌-   تعبيره عن حبه الشديد لمصر وشوقه إليها عندما كان في المنفى .
ت‌-   تشجيعه على البطولات ومقاومة المحتل
ث‌-   وصفه للنيل والليل ورثاؤه لوالده وزوجته وابنه.
ومن قوله في شكوى الزمان والمنافقين :
أنا في زمان غادر ومعاشر                     يتلونون تلون الحرباء
ويقول في وصف المرأة :
كأن غرتها من تحت طرتها        فجرٌ بجانحة الظلماء منتقبُ
رابعا الخيال :
انتقل البارودي بالخيال الشعري من الضيق والسطحية إلى التحليق في سماء الشعر. فأخذ يبحث في الآفاق الشعرية عن الصور والأخيلة الجديدة المعبرة عن أغراضه معتمدا في ذلك على حواسه .
وقد جعل من التشبيه والاستعارة والكنايات لوحات فنية متحركة مرئية ومسموعة وملموسة, ومن ذلك قوله:
تعرض لي يوما فصورت حسنه           ببلورتي عيني في صفحة القلب
خامسا : العاطفة:
انتقل البارودي بالعاطفة من البرود والجفاف إلى الحيوية والحركة الذاتية .
دور البارودي في إحياء الشعر العربي :
1 - ارتفع بالكلمة و العبارة بعد الضعف و الابتذال .
2 - ارتقى بالموضوع من السطحية و التفاهة و التكرار الذي كان سائداً .
3 - ابتعد بالخيال عن التقليد والمحاكاة إلى التجديد والابتكار .
4 - أعطى العاطفة حيوية متدفقة بعد البرود و الجفاف .
البارودي والقدماء :
1-     اهتم البارودي بمحاكاة عظماء الشعر في العصور السابقة عليه (الجاهلي ,  الإسلامي , الأموي , العباسي) ولم يهتم بشعراء العصر المملوكي ولا العثماني لضعف الشعر وانحطاطه الشديد في هذه الفترة .
2-     لم تكن مجاراة البارودي للشعر القديم مجرد تقليد أعمى . بل كانت المحاكاة هنا ميدان للمنافسة حول المعاني والصور, ولذلك تجد أنه عارض كثيرا من شعراء العصور السابقة من أمثال (امرؤ القيس والنابغة الذبياني والبحتري وأبي نواس , وغيرهم الكثير.)
3-     اعتمد البارودي على عدة عوامل في مجاراته للقدماء ومنها..
1-    نقاء ذهنه وفطرته السليمة.
2-    قراءته وحفظه الكثير من أشعار القدماء.
3-    تتلمذه على يد الشيخ حسين المرصفي, مؤلف كتاب الوسيلة الأدبية .
كان الهدف من هذه المحاكاة والمعارضة,   إثبات أن ضعف الشعر في العصور السابقة وبخاصة في العصرين المملوكي والعثماني, راجع في الأساس لأسباب طارئة وغريبة على لغتنا مثل ضعف لغة الشعراء أنفسهم بسبب عملية تتريك الدواوين وليس لضعف اللغة العربية ذاتها .
ومن معارضته ومحاكاته للقدماء قوله ...
فلا تثق بودادٍ قبلَ معرفةٍ                     فالكُحْل ُأشْبَهُ في العينينِ بالكَحَلِ
وهو يعارض ويحاكي في ذلك قول المتنبي....
لأن    حِلمَك     حِلمٌ    لا      تَكلَّفُه                            ليس التَّكَحُّلُ بالعينين كالكَحَلِ
خصائص الشعر في مدرسة الإحياء والبعث
الشكل والمضمون
1-     الحفاظ على وحدة الوزن والقافية
2-     تقليد القدماء في كثير من الأغراض والموضوعات الشعرية (رثاء فخر غزل مدح)
3-     تعدد الأغراض داخل القصيدة الواحدة , والافتتاح بالنسيب (الغزل)
4-     الاعتماد في القصيدة على وحدة البيت الشعري, بحيث يكون البيت وحده أو مع مجموعة من الأبيات مستقلا عن غيرة من أبيات القصيدة.
5-     تغليب الجانب البياني على المضمون في كثير من الأحيان , وذلك بسبب الاهتمام والعناية  الشديدة بالأسلوب وبلاغته وروعة التركيب وجلال الصياغة وحسن اختيار الألفاظ . (علل)
6-     اقتباس كثيرا من المعاني والصور الخيالية والموسيقا من كبار الشعراء القدماء , ومن ذلك اقتباسهم ل..
1-     ذكر الرسوم والأطلال والخيام والمراعي .
2-     استعارة كثير من ألفاظ الشعر القديم مثل ( عيون المها, ملاعب الآرام..)
3-     مناجاة الصاحبين على عادة القدماء مثل قول البارودي..
خليليّ هل طال النُّجى أم تقيدت    كواكبه , أم ضلّ عن نهجه الغد؟
7-     مخاطبة شخص أخر (واحد) في بداية القصائد, كما في أشعار شوقي ( قم حي هذى النيرات , قف بالملك وانظر دولة المال .......)
خطا تلاميذ البارودي بالشعر خطوة فاقت ما صنعه أستاذهم ,
سار تلاميذ البارودي علي نهجه و اعتمدوا علي التعلم منه بـعدة طرق منها :
1 - المشافهة : أمثال حافظ إبراهيم و أحمد شوقي في مصر .
2 - المراسلة : أمثال شكيب أرسلان في سوريا و الزهاوي في العراق

3 - متابعة و قراءة ما نشر من شعره في كتاب (الوسيلة الأدبية) الذي ألفه أستاذه حسين المرصفي.

1 التعليقات: