مدرسة الديوان


بداية ظهور مدرسة الديوان:

رواد المدرسة:
تكونت مدرسة الديوان من ثلاثة شعراء كبار وهم..

أسباب وظروف نشأة الديوان: (أسباب الاتجاه للتجديد)
1- محاولة الاستعمار نشر الفوضى والجهل
على الشباب العربي في أوائل ال 20.
2- محاولة الاستعمار تحطيم الشخصية
العربية والإسلامية.
3- تصادم آمال الشباب العربي ومنهم
جماعة الديوان بالواقع الاستعماري البغيض.
أثر الواقع على الشباب في بدابة القرن العشرين:
هذا الواقع المخيب للآمال والمضيع للأحلام أدى بالشباب
العربي وبخاصة شعراء الديوان إلى :-
1- الهروب من الواقع المؤلم إلى عالم
الأحلام والأوهام الذي صنعوه بآمالهم المحطمة.
2- اللجوء إلى الطبيعة يشكون إليها
واقعهم وآمالهم الضائعة ويأسهم من الحياة.
3-
التأمل
في الكون والتعمق في أسرار الوجود.

الأسس الفنية لمدرسة الديوان:
1- التعبير عن التجارب الذاتية
المأسوية التي يمرون بها مع جيلهم بصدق وحرارة.
2- الاتجاه إلى الذات الإنسانية
والتحليق في سماء الخيال .
3- الاعتزاز بالثقافة العربية
4-
التأثر
بالرومانسية الأوربية وبخاصة الإنجليزية.

مطران والديوان
مطران أب روحي للرومانسيين العرب :
لقد اتخذ هؤلاء الشعراء من خليل مطران أبا روحيا لهم
وذلك لأنه أول شاعر عربي دعا إلى الرومانسية في الوطن العربي كما أنه طبق كثيرا من
مبادئ الرومانسية في شعره, مما جعله مثالا يقتدي به كل من جاء بعده من الشعراء
الرومانسيين.

لابد أن نعلم بأن شعراء الديوان أسسوا مذهبهم على نهج
خليل مطران, وأنهم تأثروا بمذهبه الرومانسي تأثرا كبيرا فاتفقوا معه في عدة خصائص
واختلفوا معه في خصائص أخرى ومن ذلك..

1- التعبير عن التجارب الذاتية
المأسوية التي يمرون بها مع جيلهم بصدق وحرارة.
2- الاتجاه إلى الذات الإنسانية
والتحليق في سماء الخيال .
3-
الاعتزاز
بالثقافة العربية.

مواطن الاختلاف بين الديوان ومطران :
1- يعتبر مطران مرحلة انتقالية بين
الكلاسيكية والرومانسية في حين
أن الديوان تعد انطلاقة قوية في طريق
الرومانسية.
2- تأثر مطران بالرومانسية الفرنسية في حين تأثر
شعراء الديوان بالرومانسية الإنجليزية.
3- مطران ملتزم بالشكل القديم للقصيدة
من وحدة وزن وقافية وحفاظ على نظام الشطرين, في حين أن الديوان دعوا إلى
الشعر المرسل بلا اهتمام بقيود الوزن والقافية.
مدرسة الديوان ومدرسة
الإحياء:
مقارنة بين خصائص المدرستين:
مدرسة الديوان
|
مدرسة الإحياء الكلاسيكية
|
التحرر من قيود الوزن و القافية
|
الالتزام بالوزن و القافية
|
الاعتدال
في استخدام الصور و المحسنات
|
المغالاة
في استخدام الصور و المحسنات
|
يستمدون الصور
من بيئتهم الجديدة
|
يستمدون
الصور غالباً من القديم
|
يستخدمون لغة العصر السهلة
|
يستخدمون لغة التراث الصعبة
|
لا
يحاكون القدماء في أغراضهم أو معانيهم
|
يحاكون
القدماء و لذلك كثرت المعارضات في شعرهم
|
الاهتمام بالوحدة العضوية للقصيدة
|
اعتبار
البيت الشعري وحدة القصيدة
|
موقف الديوان والأحياء من الشعر العربي:
تحدد موقف كل منهما بالنسبة للشعر العربي من خلال نظرة
كل منهما للشعر فقد وجد شعراء الديوان أن نظرتهم تختلف عن نظرة الإحيائيين للشعر
العربي حيث أن
الديوانيين:
ينظرون للأمام ويعبرون عن مآسيهم وأحداث عصرهم ويستلهمون عواطفهم من أحداث العصر.
أما الأحيائيين: فينظرون إلى الخلق والقديم ويعيشون في ظلاله دون
اهتمام بأحداث عصرهم.
أثر اختلاف نظرة الديوانيين والإحيائيين للشعر العربي :
نتيجة لاختلاف نظرة كل من المدرستين بدأ شعراء الديوان
يهاجمون الإحيائيين وبخاصة أحمد شوقي وحافظ إبراهيم والرافعي , وكان أشد هجوم على
مدرسة الإحياء في كتاب (الديوان في الأدب والنقد) الذي سميت به مدرستهم.
عيوب الإحيائيين في نظرة الديوانيين :
لقد أخذ شعراء الديوان على مدرسة الديوان عدة مآخذ وهي:
1- المبالغة الشديدة في محاكاة القديم
في شكل القصيدة والصور والأخيلة, مما أدي لطغيان الجانب البياني عل المضمون
والفكرة.
2- اختفاء شخصيته الشعرية وبخاصة عند
معارضة كبار الشعراء القدماء.
3- تعدد الأغراض داخل القصيدة الواحدة
وعدم الاهتمام بالوحدة العضوية.
4- البعد عن تصوير خلجات النفس
الإنسانية والميل للقشور والظواهر الخارجية.
5- الاهتمام بالمحسنات البديعية
والخيال مما أدى لغياب الصدق في أشعارهم.
6- الاهتمام الزائد بشعر المناسبات
والمجاملات والمحافل.
ملاحظة :
العقاد الذي هاجم اهتمام الإحياء بشعر المناسبات والمحافل كتب في أواخر حياته شعرا
من هذا النوع بدعوى أن المدح والرثاء الصادق ليس عيبا.

1 - الجمع بين الثقافة
العربية و الإنجليزية .
2 - التطلع إلى المثل
العليا حتى ولو في الخيال ما دام يعجز عنها في الواقع.
3 - ينظرون
للشعر على أنه تعبير عن النفس الإنسانية و ما يتصل بها من التأملات الفكرية و الفلسفية
.
4 - وضوح الجانب الفكري عندهم مما جعل
الفكر يطغي علي العاطفة, وأصبح شعرهم يتسم بالجفاف العاطفي.
لبست رداء الدهر عشرين
حجة وثنتين يا شوقي إلى خلع ذا البرج
عزوفا عن الدنيا ومن لم
يجد بها مرادا لآمال تعلل
بالزهد
5 - التأمل في الكون و التعمق في أسـرار
الوجـود.
6 - القصيدة عندهم كائن حي كالجسم لكل عضو وظيفته .
7 - الاهتمام بالوحدة العضوية المتمثلة في وحدة الموضوع ووحدة الجو النفسي
.
8 - الصدق في التعبير و البعد عن المبالغات
.
9 - استخدام لغة العصر .
10 - ظهور مسحة من الحزن و الألم و التشاؤم و اليأس في شعرهم .
11 - عدم الاهتمام بوحدة الوزن و القافية منعاً للملل والدعوة إلى الشعر المرسل.
12 - الاهتمام بوضع عنوان للقصيدة ووضع عنوان للديوان كله.
13 - التجديد في الموضوعات عن طريق ابتكار موضوعات لم
تكن مألوفة من قبل مثل مثال (رجل المرور, الكواء, وحلم البعث)
يقول شكري في قصيدته حلم البعث:
رأيت في النوم أي رهن
مظلمة من المقابر ميتا حوله رمم
ناء عن الناس لا صوت
فيزعجني ولا طموح ولا حلم ولا كلم
مطهر عن عيوب العيش
قاطبة فليس يطرقني هم لا ألم
ولست أشقى لأمر لست
أعرفه ولست أسعى لعيش شأنه العدم.
14 - استخدام طريقة الحكاية والقصة في عرض الأفكار والآمال
لقربها من نفس القارئ مما يسهل معايشته للقصيدة.

مفهوم الشعر عند الديوان:

شعر الديوان والجفاف العاطفي:

القصيدة كائن حي :
يرى شعراء الديوان أن القصيدة مثل الكائن حي الذي له
أعضاء ولكل عضو وظيفة يقوم بها, ولذلك لا يجب أن تتعدد الموضوعات في القصيدة
الواحدة بل تجتمع أبيات القصيدة كلها تحت عنوان واحد في وحدة واحدة تمثل الموضوع
والجو النفسي.

رفض شعراء الديوان إطلاق مسمى شعر على شعر المناسبات
وأطلقوا عليه نظما, وحجتهم في ذلك أنه خال من العاطفة وصدق الشعور.
ويرد عليهم بأن هناك الكثير من أشعار المناسبات التي
تعبر عن تجارب صادقة وتظهر فيها العاطفة القوية وتتميز بوحدة الموضوع والجو
النفسي.
كما أن العقاد الذي هاجم شعر المناسبات, اتجه إليه في
أواخر أيامه فقد رثى (محمود النقراشي) بعد مصرعه ، ورثى الأديبة (مي زيادة) في ذكرى
الأربعين لوفاتها .. وقال بأن المدح والرثاء الصادق لا عيب فيه.

الوحدة العضوية:
اهتمت جماعة الديوان بالوحدة العضوية اهتماما كبيرا, حتى
أنهم نظروا إليها على أنها واجبة لإظهار صدق العاطفة, ووضعوا عنوان للقصائد
والدواوين لتعميق فكرة الوحدة العضوية.

أهمل الديوانيون وحدة الوزن والقافية ولم يلتزموا بها ودعوا إلى الشعر المرسل الذي يتحرر منهما , لأنهما يبعثا
على الملل والرتابة, ومن ذلك قول العقاد :
أسائل
أمنا الأرض سؤال الطفل للأم
فتخبرني
بما أفضى إلى إدراكه علمي
جزاها
الله من أم إذا ما أنجبت تئد
تغذي
الجسم بالجسم وتأكل لحم من تلد

اهتم شعراء الديوان بوضع عنوان للقصيدة يعبر عنها تعميقا
لمفهوم الموحدة العضوية الذي نادوا به, بل وصل الأمر لوضع عنوان للديوان كله يعبر
عما فيه, أيضا زيادة في تأكيد معنى الوحدة العضوية, ومن ذلك نص (الشعر وصورة
الكمال) لشكري, و(عابر سبيل) للعقاد.

الابتكار في الموضوع:
اهتم شعراء الديوان بالابتكار في المواضيع اهتماما كبيرا
فاتجهوا إلى موضوعات جديدة مبتكرة لم تكن معروفة من قبل, تعبر عن الحياة المعاصرة
التي يعيشون فيها, ومن ذلك (رجل المرور والكواء ) وحديث عبد الرحمن شكري عن البعث
وأهواله في قصيدته (حلم البعث) فيقول :
رأيت في النوم أني رهن
مظلمة من المقابر ميتا وله رمم
ناء عن الناس لا صوت
فيزعجني ولا طموح ولا حلم ولا كلم

لغة الشعر :
اعتمد شعراء الديوان على اللغة السهلة الواضحة البسيطة
القريبة من لغة الحياة دون ابتذال, ويظهر ذلك بوضوح في ديوان (عابر سبيل) للعقاد ،
بينما تحافظ مدرسة الإحياء على اللفظ الأصيل الفخم ، والعبارات الجزلة الرنانة لتأثرها
بالقديم .
مثال لمدرسة الديوان من شعر العقاد في ديوانه (عابر سبيل)
كقوله في جندي المرور:
متحكِّمٌ
في الرَّاكبينَ ومالَهُ أبدًا ركــوبَة
أنا
راكبٌ رجلي فلا أَمْر عليَّ ولا ضريبة
وكذاكَ
راكبٌ رأسَه في هذه الدنيا العجيبة
مثال لمدرسة الإحياء من شعر البارودي :
فيا قَوْم هُبُّوا إنَّما العُــمرُ فرصةٌ
وفي الدَّهْرِ طرقٌ جَمَّةٌ ومنافِعُ
أصبرًا على مَسِّ الهَوانِ وأنتم عديدُ الحَصَى إنِّي إلى اللهِ راجِعُ ؟
نهاية الديوان :
كان من المقرر أن يصدر شكري جزء آخر من كتاب الديوان
ولكنه اختلف مع المازني حول بعض القضايا الشعرية, وانحاز العقاد للمازني ضد شكري,
حتى أن المازني هاجم شكري , مما أدى لانفراط عقد الديوان ونهاية مدرستهم. ومن
نتيجة هذا الخلاف
1- توقف شكري عن الشعر بعد صدور ديوانه
السابع (أزهار الخريف) ومـال إلى العزلة .
2- انصرف المازني عن الشعر بعد صدور ديوانه
الثاني سنة 1917 و فضل كتابة القصة و المقال .
3- بقي العقاد ممثلاً لهذا الاتجاه ، لكنه
اهتم بالنثر في المجالات الأدبية والإسلامية والسياسية والاجتماعية وجعل الشعر في المرتبة الثانية من
اهتماماته.
تلاميذ العقاد:

شكرا جدا علي المجهود الرائع
ردحذف