أهلاً .. وسهلاً .. نحن سعداء بتشريفك لموقعنا ... فأهلاً بك عطْراً فوَّاحاً ينثرُ شذاه في كلِّ الأَرجاء ...أهلاً بك قلماً راقياً وفكراً واعياً نشتاقُ اليه ... اهلاً بكم نجوماً في سماءنا نحن
الاثنين، 2 يونيو 2014

مراجعه أدب الصف الثالث الثانوي - مدرسة المهجر - ثانويه عامه

مدرسة المهجر

أدب المهجر هو أدب الشعراء العرب المهاجرين من بلاد الشام إلى الأمريكيتين الشمالية والجنوبية. وهذا الأدب يمثل الرومانسية العربية خارج حدود الوطن العربي. وقد بدأت هذه الهجرة في منتصف القرن التاسع عشر واستمرت خلال النصف الأول من القرن العشرين .
 أسباب الهجرة :
    1 -  فساد الحكم العثماني، والاستبداد السياسي، وكبت الحريات. 
    2 -  الصراع المذهبي، والتعصب الديني. 
    3 -  الضغط الاقتصادي والبحث عن سعة الرزق. 
    4 -  ميل الشوام إلى المخاطرة والرحلات.
النشاط الأدبي للمهجرين العرب:
أدب المهجر يمثل الرومانسية العربية خارج الحدود وقد ظهر النشاط الأدبي للمهاجرين العرب في رابطتين وهما:
الرابطة القلمية:  (أمريكا الشمالية)
أسسها (جبران خليل جبران) في نيويورك سنة 1920م ، وانضم إليه (إيليا أبو ماضي) و (ميخائيل نعيمة) وغيرهما من عرب الشام .
وتمتاز بالآتي: (خصائص الرابطة القلمية)
1- أعلنت الثورة على الشعر التقليدي ودعت إلى التحرر شكلا ومضمونا.
2- المبالغة الشديدة في التجديد حتى خرجوا على أصول اللغة من نحو وصرف.
3- اهتموا بالنثر فكان حظهم فيه أكثر من شعراء الجنوب.
4- مال شعرهم إلى الرمز.
العصبة الأندلسية: (أمريكا الجنوبية) 
ظهرت في سنة 1933م ، ومن مؤسسيها : رشيد خوري ، والشاعر القروي ، وإلياس فرحات وغيرهم.
وتمتاز بالآتي: (خصائص العصبة الأندلسية)
1- الميل للمحافظة على الشعر القديم لأن البيئة الأمريكية الجنوبية أقل تحررا وأهلها من الأسبان الذين لهم جذور عربية.
2- دعوا إلى دعم الصلات بين الشعر القديم والجديد.
3- لم يهتموا بالنثر كثيرا حتى أن إنتاجهم الأدبي يكاد يقتصر على الشعر فقط.
العوامل المؤثرة في أدب الهجر:
1- الشعور بالحرية في الوطن الجديد فتغنوا بها في أشعارهم, يقول رشيد أيوب:
وحقِّك يا حــريةً قد عشِقْتُها وأنفقتُ عمري في هواهَا محاربَا ؟
لأنتِ مُنَى الدنيا و غايةُ سُؤْلِها وأفضلُ شيء قـد رأيتُ مناسـبَا
2- الشعور بالغربة والتطلع إلى وطنهم الأول على الرغم من الشعور بالحرية وسعة الرزق, يقول شكر الله الجر عن شجر الأرز في لبان:
            حبذا "الأرز" في الذرا يتهادى كلّلت أنجمُ السماءِ هضابه.
3- الاتصال بالثقافة الأجنبية والاتجاهات الأدبية الأمريكية وبخاصة الروحية التأملية.
4- امتزج ثقافتهم العربية بالثقافة الغربية وتفاعلهم معها مما أنتج أدب جديد يحمل ملامح الثقافتين.
5- التطلع والشوق للمثل العليا والأخلاق السامية التي تبروا عليها في الشرق ولم يجدوها في الغرب.
6- اصطدامهم بالتعصب العرقي واللوني الأمريكي, مما دفعهم للقلق والحية وجعلهم يفرون إلى الطبيعة وما وراء الطبيعة. يقول إيليا أبو ماضي:
نسىَ الطينُ ساعةً أنه طينٌ حقيرٌ فصالَ تيهاً وعرْبَدْ
وكسَا الخَزُّ جسْمَهُ فتبَاهى وحوَى المالَ كيسُه فتمرَّدْ
خصائص أدب المهجر

أولا التجديد في الموضوع:
1- النزعة الإنسانية: فقد نظر هؤلاء الشعراء للشعر على أنه رسالة تعبر عن المواقف الإنسانية وتنشر الخير والسلام في النفوس والوجود جميعا, يقول إيليا أبو ماضي:
عندما أبدع هذا الكون رب العالمين
ورأى كل ما فيه جميلا وثمينا
خلق الشاعر كي يخلق للناس عيونا
تبصر الحسن وتهواه حراكا وسكونا
وزمانا وشخوصا وشئونا
2- النزعة الروحية: فلجئوا إلى الله بالشكوى,  فدعوا إلى المحبة و الأخوة الإنسانية يقول نسيب عريضة: 
و إذا شـئتَ أن تسـيرَ وحـيدًا وإذا ما اعترَتْك منِّي مَلالهْ
فامْضِ لكنْ ستَسْمعُ صوتي صارخًا "يا أخِي" يؤدِّي الرسالةْ
وسـيأتيِك أينَ كنتَ صَدَى حُـبِّي فتَدْرِى جـمالَه وجَـلاَلهْ
3- الحيرة والقلق: وذلك نتيجة الحياة المضطربة بسبب الغربة وما يجدونه من تعصب عنصري وعرقي ولوني في أمريكا, مما دفعهم إلى التطلع إلى عالم أفضل.
4- الاتجاه إلى الطبيعة وتجسيدها وتشخصيها, وجلها حية متحركة متأثرة بواقعهم المؤلم, يقول شكر الله الجر:
رتِّلي يا طيرُ ألحانكِ في هذى السفوحْ
هو ذا الليلُ وقدْ أهرمَ يمشِى كالكَسِيحْ
5- التأثر بالأحداث التي تجري في وطنهم الأم فأنشدوا شعرا قوميا يعبر ما تمر به أمتهم ووطنهم الأول من أفراح وآلام, ومن ذلك قول رشيد خوري:
زعَم الأغرارُ أني شــــاعرٌ ضيقُ الآفاق محدودُ الحدُود
وســــتَبْلى وطنيَّاتي التِي رَفَلتْ منها البوادِي في بُرودِ
والتي يَحْسُد هُدَّابُ الضحَا خيطَها المنسولَ من حبْل وريدِي
فغدَا استقلالُ قومي شُهــرتِي وأغاريدي وشعري وخلودي
6- الشعور بالغربة والحنين للوطن الأم, وهو شعور فطري في نفس كل مغترب حتى وإن كان مطرودا مشردا من قومه وأهله, فكان طبيعيا أن يظهر ذلك في أشعارهم. يقول إيليا أبو ماضي:
غريبٌ أراني على ضفَّة كآني غيري على ضِفَّتي
فحتَّى السَّواقي إذا نَغَّمتْ كأن السَّواقي بلا نَغْمةِ
فلا لا أحِبُّ سِوَى قريتِي ولا لا أريدُ سوَى أُمَّتِي
7- التأمل في الكون والحياة والموت:  فتجسدوا الأمور الوهمية وجعلوها حية تشاركهم حياتهم فرحها وحزنها.
8- المشاركة الوجدانية: التي تقوم على استبطان الشاعر لنفسه وتعمقه في فهم أسرارها يقول إيليا:
أنا لا أذكرُ شيئاً عن حياتي الماضِيَةْ 
أنا لا أعِرفُ شيئاً عن حياتي الآتيَةْ 
لي ذاتٌ غيرَ أنى لسْتُ أدري ماهِيَهْ 
فمتى تعرفُ ذاتِي كُنْه ذاتِي ؟
لستُ أدرِي !!
9- السماحة الدينية: وقد ظهرت هذه السماحة كرد فعل طبيعي على بغضهم الشديد للتعصب الديني والطائفي البغيض الذي عانوا منه في بلادهم, يقول رشيد أيوب:
أصلي لموسى وأعشق عيسى واتلوا السلام على احمد
علل: ظهور النزعة الروحية في أدب شعراء المهجر.
نشأت النزعة الروحية بسبب استغراقهم في التأمل وبخاصة حين وازنوا بين موقف الإنسان من القيم الروحية العاطفية في المجتمعات الشرقية ، والقيم المادية في المجتمعات الغربية مما جعلهم يلجئون إلى الله بالشكوى ويدعون إلى المحبة ويؤمنون بالأخوة الإنسانية والإيثار والمحبة و التسامح .
التفاؤل من سمات أدب المهاجر مع أن فيه كثيراً من شكوى الحياة.. فكيف تبرر ذلك؟
شعراء المهاجر واجهوا متاعب الرزق ومشقات العمل حتى حصلوا على الثروة التي هاجروا من أجلها ، ورأوا ألوانا من الغدر والصراع جعلتهم يكثرون من شكوى الحياة ، لكنها شكوى الثائر المتمرد ، لا شكوى اليائس المستسلم ، ولم تملأ الشكوى نفوسهم بالحزن واليأس ، بل دفعتهم إلى النجاح والإقدام .
ثانيا: من حيث الشكل والأداء والفن الشعري:
1- المغالاة في التجديد وبخاصة الرابطة القلمية (الشمال) الذين لم يراعوا قواعد وأصول اللغة مما جعلهم أسلوبهم ركيك بعيد عن أصول اللغة والعروض.
ولعل السبب في ذلك:
1- بعدهم عن موطن الثقافة العربية الأصيلة.
2- الرغبة الشديدة في التجديد مما جعلهم يتساهلون في اللغة والأصول.
ومن ذلك يقول إيليا أبو ماضي في قصيدة المساء:
مات النهار ابن الصباح فلا تقل لي كيف مات
إن التأمل في الحياة يزيد أوجاع الحياة
فدعي الكآبة والأسى واسترجعي  هزج الفتاة
وفي هذا المقطع نجد أنه اعتمد قافية التاء المفتوحة في أول بيت, ولكنه في لبيتين التاليين استخدم التاء المربوطة, ومن المعروف أن الوقوف على التاء المربوطة يجعل نطقها هاء, ولكنه يجبرنا أن نقرأ الحياة والفتاة بالتاء المفتوحة بالمخافة لأصول اللغة.
2- الميل للرمز: وذلك باستخدام الأشياء المادية رموزا لصفات معنوية مثل التينة الحمقاء لإيليا أبي ماضي الذي جعلها رمزا لكل بخيل حريص.
3- الوحدة العضوية: وقد تمسك أدباء المهجر بالوحدة العضوية تمسكا شديدا حتى تخطت تلك لوحدة القصيدة لتصل للديوان كله مثل " همس الجفون"  لميخائيل نعيمة ، و" الخمائل - والجداول"  لإيليا أبو ماضي .
4- الاهتمام بالصورة الشعرية: والمقصود بالصورة الشعرية هي تلك الصورة التي يرسمها الشاعر بكلماته ويظهر فيها اللون والصوت والحركة, وقد تفوقوا في ذلك حتى أصبحت صورهم الشعرية تفوق جمالا ما يرسمه الرسام بريشته, وقد نالت البيعة النصيب الأكبر من هذه الصورة.
5- استخدام القصة وسيلة للتعبير: ومعنى ذلك أنهم أكثروا من القصص الشعري أو النثري لما لها من قدرة على التعبير عن المشاعر والأحاسيس تدفع القارئ أو السامع غلى مشاركة الشاعر قصيدته بل والإحساس بها كأنها يعيشها أو كأنه أحد أبطالها.  ومن هذه القصائد (الشاعر والأمة - والشاعر - والملك الحائر)  وبعضهم تنوعت قصصه بين النثر والشعر مثل جبران ، فمن قصصه النثرية (وردة الهاني)  و(البنفسجة الطموح) . ومن القصائد المطولة التي تشبه الملاحم مطولة: (على طريق إرم)  لنسيب عريضة في الصراع بين العقل والقلب على قيادة النفس.
6- التحرر من الوزن والقافية: فجددوا في قالب القصيدة واتبعوا نظام المقطوعة ، وشعر التفعيلة المتحرر من الوزن والقافية ، اكتفاء بالتفعيلة كما يقول نسيب عريضة في قصيدة (النهاية) ثائرا على الشعب الذي يرضى الذل: 
            كفِّنُوه 
                وادْفِِنُوه 
                        أسْكُنوه 
                            هُوَّة اللَّحدِ العميق
                                    واذهَبُوا ، لا تَنْدُبوه ، فهو شَعْبٌ 
                                                             مَيِّتٌ ليسَ يُفيقْ 
7- الميل إلى اللغة الحية: والسهولة والوضوح في الأساليب ، والتراكيب الهادئة البعيدة عن الصخب.
8- الاهتمام بالنثر: فقد كان حظ أدباء الشمال في النثر أكثر من حظ أدباء الجنوب ، فيكاد أدب الجنوب يقتصر على الشعر. ومن ذلك كتب جبران خليل جبران النثرية ذات الطابع الرومانسي )عرائس المروج - الأجنحة المتكسرة - دمعة وابتسامة(  كما كتب )ميخائيل نعيمة(  كتابه النقدي " الغربال"  نثرا.
ما الدوافع التي أدت لانتشار الرمز في أدب المهجر؟
1- دوافع نفسية للتعبير عن المراد بطريقة لطيفة لينة بعيدا عن جرح المشاعر.
2- دوافع اجتماعية كالحرص على قوة العلاقة مع الآخرين أو الخوف من المعارضة القوية للصراحة.
3- دوافع فنية للرغبة في الأسلوب القصصي الذي يجذب القارئ ويربطه بالنص 
أوجه الاتفاق والاختلاف بين المهجر والديوان:
اتفق شعراء المهجر والديوان على التجديد ولكنهم اختلفوا في نقطتين:
1- لم يغرق شعراء المهجر في الذهنية التي تجفف العاطفة, بل جعلوا شعرهم كالطائر المحلق في سماء العاطفة, يجمع بين الفكر والخيال على السواء.
2- كان شعراء المهجر أكثر تحررا في المواضع والمعاني والأخيلة حتى أنهم غالوا في التحرر فخرجوا عن أصول اللغة والعروض.
أوجه الاختلاف بين أدب المهجر وبقية المدارس الأدبية:
مدرسة المهاجر كانت خارج الوطن العربي ومتأثرة بالأدب الأمريكي وبالتجديد الشامل في الشعر باتباع نظام المقطوعة والشعر المرسل ، والشعر المنثور وكذلك التجديد في المضمون بكثرة الرمز والحنين إلى الوطن ، وشكوى الغربة مع الدعوة إلى التفاؤل فهي شكوى التأثر المتمرد لا اليائس المستسلم.

3 التعليقات: